كوبا والمغرب: بناء جسور العلاقات دون نسي التاريخ أو المبادئ

بقلم: عبدالرقيب احمد قاسم عكارس
2017-04-27 12:11:16

Pinterest
Telegram
Linkedin
WhatsApp

أعلنت حكومتي كوبا والمملكة المغربية ال 21 من أبريل/نيسان الماضي في مقر البعثة الدائمة الكوبية لدى منظمة الأمم المتحدة على التوقيع الرسمي لاستئناف العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء، مسترشدة في الرغبة المشتركة لتطوير علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها.

أن الخطوة التي أقدمت بها المملكة المغربية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية دون أي شروط قد قبلتها جمهورية كوبا، وبالتالي تم وضع الحد ل 37 عاما من القطيعة من جانب واحد ال 22 من أبريل/نيسان من عام 1980 من قبل الحكومة المغربية، بحجة الاعتراف من قبل الحكومة الثورية الكوبية بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، واعتماد اول سفير صحراوي في هافانا.

وهذه هي المرة الثانية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ال 10 من ديسمبر/كانون الأول 1959 حيث وقامت حكومة المغرب بقطع علاقاتها مع كوبا ولاول مرة ال 31 من أكتوبر/تشرين الأول 1963 بحجة الدعم الكوبي للجزائر.

وقامت المغرب باستئناف العلاقات الدبلوماسية مع كوبا ال 13 من يناير/كانون الثاني 1964، وفتح فترة جديدة من علاقات تجارية مهمة في كلا الاتجاهين حتى القطيعة الثانية عام 1980.

ووفقا لبيان رسمي من قبل الرباط، فان قرار المملكة المغربية الحالية يشكل جزء من تنفيذ التوجيهات الملكية نحو دبلوماسية نشطة ومفتوحة لشركاء جدد والمناطق الجغرافية البعيدة.

أن كوبا ترحب وتقدر دعم المملكة المغربية في منظمة الأمم المتحدة منذ عام 2006 من خلال التصويت لصالح التقرير الكوبي الذي يطالب منذ عام 1992 برفع الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي الذي تفرضه الولايات المتحدة.

الموقف الكوبي يسعى لإرساء أسس العلاقات للمنفعة المتبادلة مع المملكة المغربية، وفقا للمبادئ والأهداف المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وبما يتفق مع روح والقواعد المنصوص عليها في اتفاقية فيينا حول العلاقات الدبلوماسية التي تم الموافقة عليها ال 18 من أبريل/نيسان 1961.

واعتبارا من ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين، فانه سيجري وضع المعايير للتعايش الحضاري للسفارة المغربية مع سفارة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية المعتمدة في هافانا، كما هو قائم في الوقت الحالي في إطار الاتحاد الأفريقي وفي دول أخرى من القارة الأفريقية والعالم. وهذه الخطوة هي ضمن روح إعلان أمريكا اللاتينية والكاريبي كمنطقة سلام والتي اعتمدت في القمة الثانية لمجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة بحر الكاريبي (سيلاك) في العاصمة الكوبية هافانا عام 2014.

وتحافظ السلطات الكوبية على موقف التضامن الراسخ مع تقرير مصير الصحراء الغربية، وسوف تستمر في تقديم الدعم لتدريب مئات من الشباب الصحراويين في المراكز التعليمية الكوبية، وفي التعاون في مجالات الصحة والتعليم، كما تشكر السلطات الكوبية تعبيرات التضامن الذي لا يتزعزع من قبل الشعب الصحراوي مع الثورة ومنجزاتها.

وبعد معرفة خبر استئناف العلاقات الدبلوماسية بين كوبا والمملكة المغربية، اعرب الوزير الصحراوي لأمريكا اللاتينية والكاريبي عمر منصور، عن شكر الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لكوبا والاتحاد الأفريقي ودول أخرى، للدفاع عن حقوق الشعب الصحراوي لتقرير المصير والاستقلال وإنهاء الاستعمار، فضلا عن الوفاء بالمبادئ التي تحكم السياسة الدولية.

وما وراء التفسيرات الشاذة من قبل البعض حول هذا الخبر، فان التوقيع على هذه الاتفاقية يشكل نموذج للإرادة الكوبية، دون نسي التاريخ، لتعزيز العلاقات على أساس المبادئ التي لا تتزعزع للسياستها الخارجية والعمل الثابت لبناء الجسور بين الشعوب والأمم.

 

 

 


 



التعليق


أترك تعليقا
الجميع مطلوبة
لم يتم نشره
captcha challenge
up