الحصار اﻻمريكي: سياسة إجرامية وغير إنسانية

بقلم: عبدالرقيب احمد قاسم عكارس
2013-10-08 12:54:37

Pinterest
Telegram
Linkedin
WhatsApp

كان الحصار اﻻقتصادي والتجاري والمالي المفروض على كوبا منذ اكثر من نصف قرن من الزمن من قبل حكومات امريكية متتالية، موضوع متكرر في خطابات رؤساء الدول والحكومات في الدورة ال 68 لجلسات الجمعية العامة للامم المتحدة.

ووصف ممثلون اكثر من 40 دولة هذا الحصار كغير إنساني وإجرامي، ووفقا لخطابات رؤساء الدول والحكومات فان قيود واجراءات هذا الحصار سياسة عدائية من اقصى السياسات التي خضع لها اي شعب كان على مدار تاريخ الحضارة واكثرها انعداما للانسانية واطولها مدة زمنية, سياسة تعرقل واحدة من اهم حقوق اﻻنسان اﻻساسية: الصحة.

 

الدولة الكوبية تقوم ببذل جهود كبيرة من اجل ضمان اﻻدوية والطرائق العلاجية اﻻساسية لمعالجة جميع المرضى وخصوصا اﻻطفال واحد من القطاعات اﻻكثر تعريضا للخطر.

وادت اﻻضرار التي تلحق بتوفير اﻻدوية والمواد القابلة للاستهلاك وقطع الغيار للمعدات، وخاصة منها تلك المخصصة للعناية بمرضى في خدمات الطوراىء والوحدات العلاجية والوحدات الجراحية وغيرها من الخدماتن يواء كان للبالغين او اﻻطفالن الى جعل الظروف التي يقوم بها الطاقم الطبي بعمله في العناية بالغة الصعوبة.

ان جودة العناية الطبية باﻻطفال المعاقين هي جودة محدودة بسبب اﻻفتقاد ﻻدوية مثل اﻻدوية قشرانية الفعل، المضادات الحيوية من الجيل الثالث، مضادات التأكسد واكسيد التبول للاطفال، التي تباع بسعر ادنى في السوق اﻻمريكي، وهو سوق ﻻ تستطيع كوبا الوصول اليه عمليا.

ويؤثر الحصار بالعناية بالاطفال المصابين بالسرطان وشراء العقاقير السامة للخلايا واﻻدوية الهامة من اجل بقاء هؤلاء اﻻطفال بسبب شراء الشركات اﻻمريكية العابرة للحدود للمختبرات الصيدلية التي كان لها عقود مع الجزيرة الكاريبية.

أن القيود المفروضة في المجال العلمي الوبائي تصل حتى الى التعاون بين مؤسسات علمية أمريكية وكوبا. على سبيل المثال، في موعد حديث العهد تم رفض مشروع لدراسة الفيروس الدوراني، الذي كان يفترض أن تموله مراكز علمية أمريكية. يتسبب الفيروس الدوراني بمرض خطير عند اﻻطفال، من انواع اﻻسهال، يؤدي الى موت كثيرين من اﻻطفال، وخاصة في بلدان العالم الثالث. كان من شأن هذه الدراسة ان تسمح بمعرفة حجم دوران الفيروس الدوراني في كوبا، وهو عنصر اساسي للحصول على حقنة في المستقبل ضد هذه الفيروس، والتي يمكن ان يكون لها ـاثير كبيرا في الوقاية من موت اﻻطفال بسبب اﻻسهال على المستوى العالمي.

الحقيقة ان الحصار اﻻقتصادي والتجاري والمالي المفروض على كوبا يعرقل حصول كوبا على التكنولوجيات الحديثة والكواشف المضادة للفيروسات حيث قامت الحكومة اﻻمريكية في السنة اﻻخيرة بملاحقة الشركات التي تزود كوبا باﻻدوية، كما ترفض حكومة واشنط بتقديم تأشيرات الدخول الى اﻻراضي اﻻمريكية ﻻطباء كوبيين مدعوين للمشاركة في المحافل العلمية والتبادل مع اكاديميين امريكيين.

ان الهدف الرئيسي من الحصار ليس بهدف اخر غير فرض اﻻختناق اﻻقتصادي واﻻجتماعي على الشعب الكوبي، وذلك بحرمانها من وسائلها الرئيسية للبقاء. تفتقد الموانع والقيود التي يفرضها الحصار ﻻي اساس قانوني واخلاقي ومعنوي. فاستنادا الى ما ينص عليه الفرع ج) من المادة الثانية من معاهدة جنيف بشأن الوقاية من جريمة اﻻبادة والمعافبة عليها، المبرمة في التاسع من ديسمبر/كانون اﻻول 1948، فأن الحصار الذي تفرضه الحكومة اﻻمريكية على كوبا يصنف كعمل إبادة وبالتالي فهو يشكل جريمة بحق القانون الدولي.

وعلى الرغم من قيود وإجراءات الحصار فانه ﻻ يفتقر اي مريض للدواء ﻻن الحكومة تبحث عن خيارات وفي نفس الوقت أعطاء العلماء الكوبيين درسا من الدؤوب واﻻنسانية من خلال إنتاج اللقاحات واﻻدوية والتي تسلط الضوء على الجهود التي تبذلها الجزيرة الكاريبية من اجل تعزيز الخدمات الطبية المجانية.

وقد سبب الحصار بخسائر في قطاع الصحة تتجاوز ال 39 مليون دوﻻر فقط من شهر مايو/ايار 2012 وحتى ابريل/نيسان 2013 وفقا ﻻرقام رسمية، وهي فقط نتيجة الحصول على اﻻدوية والمعدات واﻻجهزة من اﻻسواق البعيدة.

 



التعليق


أترك تعليقا
الجميع مطلوبة
لم يتم نشره
captcha challenge
up