الشعب الكوبي يطالب بالعدالة لضحايا اﻻرهاب

بقلم: عبدالرقيب احمد قاسم عكارس
2014-05-27 10:52:55

Pinterest
Telegram
Linkedin
WhatsApp

قبل سبعة وثلاثين عاماً بالضبط، أي السادس من أكتوبر/تشرين اﻻول من عام 1976 قُتل ثلاثة وسبعون شخصاً: 11 من غويانا، وخمسة من جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وسبعة وخمسون كوبياً، وهم في الجوّ، نتيجة تفجير قنبلة في طائرة تابعة لشركة الطيران الكوبية بعد إقلاعها مباشرة من باربادوس. من بينهم 24 شاباً من فريق الشباب للمبارزة كانوا قد استحوذوا على جميع الميداليات الذهبية لبطولة أمريكا الوسطى والكاريبي الرابعة، والتي أقيمت في فنزويلا.

لويس بوسادا كاررليس واحد من اﻻرهابيين الذي تقوم حكومة الوﻻيات المتحدة بحمايته وهو اﻻجرامي المخطط ومنفذ هذا العمل الخبيث، يعيش بحرية في مدينة ميامي اﻻمريكية، ﻻ يزال يتمتع بدعم كامل من قبل حكومة واشنطن والصحافة الرجعية في هذه المدينة التابعة لوﻻية فلوريدا.

وكان هذا اﻻرهابي المعروف دوليا خبير خلال 25 عاما لوكالة اﻻستخبارات المركزية اﻻمريكية، والى جانب إرهابي اخر وهو اورلاندو بوش قد حقق الهروب من سجن في فنزويلا بعد إلقاء القبض عليه بعد أيام من تفجير الطائرة الكوبية في الجو، لم تقوم الحكومة اﻻمريكية بمحاكمته بتهمة الجرائم التي ﻻ تحصى ضد الشعب الكوبي إضافة إلى سلسلة من الاعتداءات ضد الفنادق في هافانا عام 1997.

وقد حاولت الوﻻيات المتحدة دائما بان ﻻ يتم الكشف عن علاقاتها الوثيقة مع هذا اﻻرهابي المعترف الذي له علاقة قوية مع أسرة الرئيس اﻻمريكي السابق جورج بوش اﻻب الذي كان قبل انتخابه رئيسا لهذا البلد الشمالي يتولى زعامة اﻻستخبارات المركزية.

الشعب الكوبي، الذي كان وما يزال هدفاً لإرهاب الدولة منذ لحظة انتصار الثورة اﻻول من يناير/كانون الثاني 1959، جاءت الخسائر المؤلمة التي مني بها في ذلك اليوم، لتضاف بأسى إلى العدد الهائل من الضحايا، الذين ما زال هذا الشعب يطالب حتى اليوم بالاقتصاص لهم وعددهم 3 ألف و 478 قتيل والفي و 099 معوق.

في موعد مبكّر جداً هو شهر مارس/آذار من عام 1960، وافق الرئيس أيزنهاور على برنامج للتحركات السرية ضد كوبا، وقد تم الكشف عنه قبل سنوات قليلة من اليوم. بموجب هذه الخطة، أُسند لوكالة الاستخبارات المركزية اﻻمريكية دور المشرف الرئيسي على التخطيط للأعمال الإرهابية وتأمين مستلزماتها اللوجستية وتجنيد وتدريب المرتزقة لتنفيذها، وكل ذلك في كنف حكومة الولايات المتحدة.

حرائق، قصف، أعمال تخريب من كل نوع، خطف طائرات وسفن ومواطنين كوبيين وتفجيرات تستهدف المقرات الدبلوماسية واغتيالات الموظفين الدبلوماسيين، إطلاق النار على عشرات المنشآت، محاولات عديدة لاغتيال قادة الثورة الرئيسيين، لا سيّما مئات المخططات والعمليات الهادفة لاغتيال القائد التاريخي للثورة الكوبية.

أحد أشكال إرهاب الدولة التي نشأت في ذات الوقت ضد كوبا هو الحرب البيولوجية التي طبّقها الإدارات الأمريكية المتوالية، وذلك عبر إدخالها إلى الأراضي الوطنية أمراضاً أضرت بشكل كبير في صحة مواطنينا. في هذا الإطار، أقدم عملاء بخدمة حكومة الولايات المتحدة في عام 1981 على نشر حمّى الضنك، الذي تسبب بمقتل 158 شخصاً، بينهم 101 من الأطفال.

الولايات المتحدة تجاهلت أيضاً ما حظيت به من تعاون من جانب كوبا. ففي مرات ثلاث اقترحت سلطات الجزيرة الكاريبية على السلطات الأمريكية برنامج تعاون ثنائي لمكافحة الإرهاب، وقد جددت كوبا سنة تلي اﻻخرى استعدادها للتعاون في هذا الميدان، ولم نتلقَّ أي إجابة.

إن الحكومة الكوبية تحض الرئيس أوباما على الوفاء لالتزامه بمكافحة الإرهاب وعلى التحرك برباطة جأش، من دون الكيل بمكيالين تجاه الذين ارتكبوا وما زالوا مصرّين على ارتكاب أعمالاً إرهابية ضد كوبا انطلاقاً من أراضي الولايات المتحدة.

من شأن ذلك أن يشكل استجابة كريمة للرسالة المفتوحة التي وجهتها إليه "لجنة عائلات ضحايا تفجير الطائرة الكوبية في باربادوس".

 

 



التعليق


أترك تعليقا
الجميع مطلوبة
لم يتم نشره
captcha challenge
up