بيان رسمي صادر عن وزارة العلاقات الخارجية الكوبية

بقلم: عبدالرقيب احمد قاسم عكارس
2013-09-26 11:26:19

Pinterest
Telegram
Linkedin
WhatsApp

كررت وزارة الخارجية الأمريكية في الثلاثين من مايو/أيار اتهامها غير المألوف بأن كوبا هي "دولة راعية للإرهاب الدولي".
يتم من جديد اتخاذ هذا القرار المخزي بشكل يجافي الحقيقة عن سبق الإصرار ويتجاهل التوافق الواسع بين العديد من قطاعات المجتمع الأمريكي والمجتمع الدولي على المطالبة الصريحة بإنهاء هذا الظلم.
الهدف الوحيد من هذه الممارسة الممقوتة ضد كوبا هو السعي لتبرير الإبقاء على الحصار، وهو سياسة فاشلة يدينها العالم بأسره. كما أنها تهدف لإرضاء مجموعة معادية لكوبا، وهي أصغر حجمها يوماً بعد يوم، تتمسّك باعتماد سياسة لم يعد لها أي أساس تستند إليه، ولا هي حتى تمثل المصالح القومية للولايات المتحدة ولأغلبية المواطنين الأمريكيين والمهاجرين الكوبيين المقيمين في هذا البلد.
إن الولايات المتحدة مصرّة على المضي بهذا القرار التعسفي وأحادي الجانب، وذلك بالرغم من التقهقر الكامل للاتهامات التافهة والحجج الضعيفة التي استخدمتها تقليدياً خلال السنوات الأخيرة كأعذار له، مثل تواجد فارّين من وجه العدالة الأمريكية في بلدنا، والذين لا توجّه لأي واحد منهم تهمة الإرهاب. كما تدّعي بأن كوبا تستضيف أعضاء في حركة "إيتا" الداعية لاستقلال إقليم الفاسك، متجاهلة بأن هذه الاستضافة أتت استجابة لطلب من الحكومة الضالعة في هذا الموضوع. كما تقول أن أعضاء من الحركة المتمردة في كولومبيا يعيشون في بلدنا، مما يشكل تهمة خرقاء، باعتبار أن كوبا، ومنذ عام 2011، ترافق عملية إحلال السلام في كولومبيا، كطرف ضامن.
لم يسبق أن استُخدمت الأراضي الكوبية، كما أنها لن تستخدَم أبداً، لإيواء إرهابيين من أي بلد كان، ولا لتنظيم أو تمويل أو ارتكاب أعمال إرهابية ضد أي بلد من العالم، بما فيها الولايات المتحدة. إن الحكومة الكوبية تشجب وتدين بدون أي لبس كل عمل إرهابي، في أي مكان كان، وفي أي ظرف كان، وأياً كانت الدوافع التي تُشهر لارتكابه.
خلافاً لذلك، تستخدم حكومة الولايات المتحدة إرهاب الدولة كسلاح ضد البلدان التي تتحدى مصالحها، منزلةً قتلى بين السكان المدنيين. فقد استخدمت الطائرات بدون طيار من أجل قتل ما تزعم بأنهم إرهابيين، من دون محاكمة، بمن فيهم أمريكيون، مما أسفر عن مقتل مئات المدنيين الأبرياء.
إن الولايات المتحدة هي ملجأ تاريخي لإرهابيين وقتلة معترفين من أصل كوبي، وهي تأوي حتى يومنا هذا لويس بوسادا كارّيليس، الذي خطط لأول عمل إرهابي يستهدف الطيران المدني في النصف الغربي من العالم، والذي أسفر عن تفجير طائرة تابعة "للخطوط الجوية الكوبية" في السادس من أكتوبر 1976 وهي في الجو قبالة سواحل جزر البهاما، ومقتل ركابها الثلاثة وسبعين، بينهم أعضاء الفريق الوطني للمبارزة. يعيش بوسادا كارّليس بحرية واطمئنان في ميامي، بينما ما زال كل من خيراردو هيرنانديز وفيرناندو غونزاليز وأنتونيو غيرّيرو ورامون لابانينو يقبعون في السجون الأمريكية ظلماً بسبب كفاحهم ضد الإرهاب، بتهمة ارتكاب جرائم لم يرتكبوها.
لقد عانت كوبا على مدار عقود من الزمن عواقب أعمال إرهابية تم تنظيمها وتمويلها وتنفيذها انطلاقاً من الأراضي الأمريكية، وأدت بمجموعها إلى مقتل ثلاثة آلاف و478 شخصاً وإعاقة ألفين و99 آخرين. إن الحكومة الكوبية لا تعترف بأي سلطة أخلاقية تسمح لحكومة الولايات المتحدة بالحكم عليها.
لقد اقترحت الحكومة الكوبية منذ عام 2002 على حكومة الولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق ثنائي لمواجهة الإرهاب، وهو عرض كررته عام 2012، من دون أن تجد إجابة حتى الآن.
إن وزارة العلاقات الخارجية تدين بشدة استخدام قضية بالغة الحساسية كالإرهاب الدولي لأهداف سياسية، وتطالب بإلغاء هذا القرار المخزي الذي يسيء للشعب الكوبي، وهدفه الوحيد هو السعي لتبرير حصار أكل عليه الزمن، وهو شديد الوطأة على كوبا ويُفقد حكومة الولايات المتحدة نفسها مصداقيتها.
 



التعليق


أترك تعليقا
الجميع مطلوبة
لم يتم نشره
captcha challenge
up