ضمان الخدمات الصحية المجانية في كوبا على الرغم من الحصار الأمريكي

بقلم: عبدالرقيب احمد قاسم عكارس
2020-01-03 21:15:43

Pinterest
Telegram
Linkedin
WhatsApp

كان عام 2019 يمثل تحديا للشعب الكوبي وخاصة للسلطات الصحية بسبب تعزيز الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي الذي تفرضه الولايات المتحدة على هافانا منذ ما يقرب عن 60 عاما، حيث تحاول الحكومة الامريكية الحالية مرة أخرى تدمير الثورة والإنجازات التي حققتها في هذا القطاع، بحيث كان لهذا الحصار تأثيرا كبيرا وخاصة في مجال الأدوية.

ولكن على الرغم من الصعوبات العديدة، تم ضمان الأدوية الأساسية من قبل الحكومة الكوبية وتم حل العديد من المشكلات الصحية للسكان، والذين يتمتعون بخدمات طبية مجانية، وهو حق إنساني أساسي أعلنته الثورة الكوبية الأول من يناير 1959.

وحظي عام 2019 بحملة إعلامية سيئة السمعة ضد التعاون الطبي الكوبي، حيث عاد الأطباء الكوبيين إلى البلاد بعد أن نجحوا في أداء مهمتهم في الإكوادور وبوليفيا حيث عانوا من مضايقات من قبل قادة الانقلاب في خدمة واشنطن، المضايقات التي لن تمنعهم من مواصلة العمل التضامني النبيل حتى آخر لحظة.

وقد تم الاعتراف الدولي خلال عام 2019 بالأطباء الكوبيين الذين أنقذوا الآلاف من الأرواح في أكثر من مائة دولة، حيث منح المعهد الوطني للجودة الصحية في قطر جائزة نجوم التميز السنوية إلى المستشفى الكوبي في مدينة دخان في تلك الدولة العربية، وذلك بفضل تحقيق جودة الصحة وسلامة المرضى.

كما منح المعهد الوطني للجودة الصحية شهادة الاعتراف لفريق الوقاية من التخثر الوريدي في المركز الطبي المذكور للالتزام المستمر والتفاني والعمل على المساهمة في إحداث تغيير في تلك الدولة العربية.

وحقق العلم في خدمة الإنسانية في مركز علم المناعة الجزيئي في كوبا، لقاح علاجي لسرطان الرئة، الذي امتد إلى المجتمعات الأكثر تعقيدًا في البلاد وتم نقله إلى الرعاية الأولية، كما قدم نتائج جيدة في معالجة سرطان البروستات ووضع سرطان الجلد في النظام الصحي الاولي.

وحققت مكافحة الفيروسات نتائج جيدة من خلال خفض مستويات الإصابة بعامل ناقل الامراض مثل حمى الضنك، وزيكا، وشيكونغونيا والحمى الصفراء، حيث وقد أبرزت منظمة الصحة للبلدان الأمريكية، عمل مركز المراقبة الوبائية الوطنية وللمسافرين والوافدين.

وتستمر التحولات في القطاع الصحي من خلال استخدام الموارد المتاحة، وتأهيل الكوادر، وإعادة تأهيل حوالي ألف منشأة تضررت بسبب الظواهر الطبيعية.

كما تستمر وفيات الأطفال الى أقل من 5 لكل ألف مولود حي وللمرة الثانية عشرة على التوالي، كما أن شيخوخة السكان تزداد بسبب الزيادة في متوسط العمر المتوقع، مما يؤدي إلى أن تكون أمراض الشيخوخة جزءًا من الرعاية الصحية الأولية لتقديم تلك الخدمات المتخصصة للأمة بأكملها.

وعلى الرغم من السياسة المناهضة لكوبا للحكومة الحالية في واشنطن، فإن التبادل العلمي مع الولايات المتحدة مستمر من خلال مشاريع بحثية حول مواضيع مختلفة ذات اهتمام ثنائي ودولي.

واحتفلت المدرسة الامريكية اللاتينية للعلوم الطبية، التي اسسها زعيم الثورة الكوبية، الراحل فيدل كاسترو، في عام 1999 بالذكرى العشرين لتأسيسها مع تخرج حوالي 30 ألف طبيب تم تدريبهم في تلك المدرسة من مائة دولة معترف بهم في أماكن عملهم كمهنيون ممتازون بعضهم ذو مسؤوليات عالية في وزارات الصحة.

ومن بين المؤتمرات التي عقدت في عام 2019 من قبل الجمعيات العلمية التابعة لوزارة الصحة العامة الكوبية، بُرز مؤتمر علم وظائف الأعضاء الذي جمع خبراء من القارة الامريكية وأوروبا، بسبب المستوى الأكاديمي العالي للأعمال التي قدمها الخبراء الوطنيون والأجانب، كما كان مؤتمر علوم الأعصاب من بين الأكثر تأثيرا.

وكان من أهم ما جرى خلال 2019 الرفض الدولي للحملة الإعلامية التي نظمتها الولايات المتحدة، ليس فقط لتشويه سمعة الأطباء الكوبيين، ولكن أيضًا لثنيهم عن الوفاء بالتزامهم تجاه الإنسانية. وكان الرد صريحا وقويا من قبل عدد كبير من دول العالم ضد هذه الحملة.

وفي هذا الصدد، أكد وزير الصحة الكوبي خوسيه أنخل بورتال، "إنه نص تم تصوره مسبقًا، حيث ليس من المستغرب إطلاقًا أن يكون هجر الأطباء هو خلفية موقفهم، في سياق تكون فيه القوى العاملة الماهرة هي أكبر إمكانات. حيث يروج الأطباء الكوبيون والأجانب الذين تخرجوا من الكليات الطبية الكوبية صورة إيجابية عن البلد، بينما يطورون أشكالًا من التعاون فيما بين بلدان الجنوب، بحيث أن هذه الحملة التشويهية تهدف بان لا نظهر في هذه الممارسة نموذجًا آخر للطب والعلاقات وضمان الصحة وأن لا تعتمد الخدمات الطبية عن الموارد المادية ولكن عن الإرادة السياسية والالتزام".

 

 



التعليق


أترك تعليقا
الجميع مطلوبة
لم يتم نشره
captcha challenge
up