الإهمال الجنائي لحكومة الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو بشأن جائحة كوفيد-19

بقلم: عبدالرقيب احمد قاسم عكارس
2021-01-26 17:51:50

Pinterest
Telegram
Linkedin
WhatsApp

أصبحت الانتقادات هذه الأيام على رئيس البرازيل، جايير بولسونارو، تزداد يوم بعد يوم، وذلك نتيجة التعامل المؤسف مع الأزمة الصحية التي سببها فيروس كورونا المستجد، والذي أصاب قرابة تسعة ملايين شخص وتسبب في وفاة 216 ألفًا في هذا البلد الواقع في أمريكا الجنوبية.

ومن الأمثلة على ما تسبب في إهمال الحكومة البرازيلية، في ماناوس عاصمة ولاية أمازوناس، حيث لقي مئات الأشخاص حتفهم مختنقين بسبب نقص الأكسجين في المستشفيات، والتي تجاوزت سعتها العدد الكبير من المرضى.

وكان من الممكن تجنب هذه المأساة لو أن الجنرال إدواردو بازويلو، الذي عينه الرئيس جايير بولسونارو وزيرا للصحة على الرغم من عدم وجود أي خبرة له في هذا القطاع، قد استجاب للتحذيرات التي وجهها له المتخصصون في الأيام الأولى من شهر يناير.

وقبل خمسة عشر يوما تم ابلاغ هذا الوزير أن احتياطيات هذا الغاز الحيوي على وشك الانهيار في تلك المدينة ولم يفعل شيئا حيال ذلك. ويحذر الخبراء الآن من أن الصور من ماناوس يمكن تكرارها في أماكن أخرى قريبًا، بما في ذلك الولايات الكبرى، وهي ساو باولو وريو دي جانيرو وميناس جيرايس.

وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن التأييد للرئيس يتلاشى بسرعة، والسبب ان خطائه كانت جسيمة، أولاً، نفى وجود الوباء وعندما كان ذلك مستحيلاً وصفه بأنه إنفلونزا بسيطة.

وذكر الصحفي إريك نيبوموسينو في مقال نُشر في صحيفة باخينا 12 الأرجنتينية، أن بولسونارو دُعي منذ أبريل من العام الماضي للانضمام إلى آلية كوفاكس للحصول على لقاحات ضد فيروس كورونا الجديد، لكنه رفض الالتزام بهذه الاتفاقية، ثم في شهر أغسطس، عرضت عليه الشركة العالمية فايزر 70 مليون جرعة من تحضيرها، والتي ستكون جاهزة في ديسمبر، لكن لم يستجب لذلك.

والآن أُجبر الرئيس البرازيلي على شراء مليوني جهاز تحصين من الهند، قطرة ماء في البحر لسكان دولة البالغ عددهم 210 مليون نسمة، بسعر أعلى مما دفعه أولئك الذين حجزوا مسبقًا.

أنها سلسلة من الأخطاء، والتي تشكل في الواقع إهمالًا جنائيًا، ولهذا السبب هناك المزيد والمزيد من الأصوات التي تطالب بإقالته عن السلطة، حتى بين قطاعات من اليمين البرازيلي المتطرف.

إن الخفة التي تعامل بها الرئيس البرازيلي بشأن جائحة كوفيد-19، ورفضه في جميع الأوقات اتخاذ إجراءات صارمة لوقف العدوى، دفع الكثير من الناس إلى تجاهل خطورة القضية وازدراء وسائل الحماية، وهو ما ينعكس في أزمة بلا سوابق.

والبرازيل هي بالفعل، إلى حد بعيد، أفضل مثال في منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي لما لا ينبغي القيام به لضمان حياة السكان وصحتهم.

 

 



التعليق


أترك تعليقا
الجميع مطلوبة
لم يتم نشره
captcha challenge
up