دروس جائحة كوفيد-19

بقلم: عبدالرقيب احمد قاسم عكارس
2021-03-15 18:03:06

Pinterest
Telegram
Linkedin
WhatsApp

ينغمس العالم في سباق غير متكافئ للتحصين على أمل احتواء جائحة كوفيد-19، وهو حدث يسير فيه البعض، أي الاقل، في سيارات سريعة، بينما يركب آخرون دراجات نارية، والغالبية العظمى منهم يركضون سيرًا على الأقدام وليس القليل منهم حافي القدمين.

وهذه هي الصورة الأكثر دقة للوضع الحالي على مستوى العالم، حيث أن 80 بالمائة من أجهزة التحصين الآن تتركز في حوالي عشرة بلدان و20 بالمائة موزعة في بقية أنحاء الكوكب، حيث يوجد البعض الذين لأسباب مختلفة لم يتمكنوا بعد من الحصول على جرعة واحدة.

وقبل عام، عندما بدأت هذه المأساة، كان لدى البعض منا الأمل في أن تجعلنا أفضل، وقد أدركت الحكومات والشعوب أنه لإنقاذ أنفسنا، كان علينا إنقاذ الجميع، لكننا الآن نرى أن الأزمة الصحية الحالية تبرز الأسوأ في البعض.

وللتوضيح عن ذلك هو ما يحدث مع الولايات المتحدة، القوة الأغنى والأكثر أنانية، حيث وفي الآونة الأخيرة، أي خلال مؤتمر صحفي، سُئلت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين بساكي عما إذا كانت إدارة جو بايدن مستعدة لمشاركة الملايين من اللقاحات التي توفرها، فكانت الإجابة "لا" صريحة، لأنه أولاً، كما قالت، سيتم تلقيح الأمريكيين.

وبالقرب من تلك الدولة، أعتى إمبراطورية عرفها تاريخ البشرية وعلى بعد 90 ميلًا بحريًا من جنوب فلوريدا، تقع كوبا، وهي أرخبيل صغير بدون موارد طبيعية كبيرة، وقد تضررت بوحشية بسبب 60 عامًا من الحصا والانكماش الاقتصادي العالمي، لكنها أظهرت سلوكًا مختلفًا تمامًا عن الحكومة الامريكية.

ولقد ذهب موظفوها الصحيون ذوو المؤهلات العالية للتعاون لاحتواء جائحة كوفيد-19 حيث طُلب منهم، بما في ذلك الدول الأوروبية المتقدمة، مما يدل على أن التضامن لا يعني إعطاء ما تبقى منها، ولكن مشاركة ما لديها.

وفي القريب العاجل ستكون أول دولة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي لديها لقاحات خاصة بها ضد فيروس كورونا المستجد، وهو معلم تاريخي، ولا شك في أنها ستضع هذا الاكتشاف في خدمة الآخرين إذا لزم الأمر.

ولقد فعلت كوبا ذلك، عندما أنقذت المسافرين من سفينة سياحية بريطانية أغلق عليها الجميع، بما في ذلك الولايات المتحدة، أبوابهم وموانئهم خوفًا من فيروس كورونا، حيث كانت هذه لفتة كريمة لم نشاهد منها أي شيء منشور في وسائل الإعلام العالمية الرئيسية، بعد أن قاموا الآن بإجراء التعدادات وقوائم الجرد للسنة الأولى من الوباء.

فعندما يتم التعليم بهذه القيم، يمكن للإنسان أن يكون نبيلًا وإيثارًا أو، بخلاف ذلك، أن يصبح أسوأ عدو لجنسه.

 

 



التعليق


أترك تعليقا
الجميع مطلوبة
لم يتم نشره
captcha challenge
up