المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي الكوبي

بقلم: عبدالرقيب احمد قاسم عكارس
2021-04-08 10:46:42

Pinterest
Telegram
Linkedin
WhatsApp

Imágen: Archivo.

ينعقد خلال الشهر الجاري المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي الكوبي، ويجدر بنا أن نتذكر أول مؤتمر لهذه المنظمة السياسية التي مثلت علامة في التقدم نحو مستقبل العملية الثورية في كوبا، كما عبر عن ذلك الزعيم التاريخي للثورة فيدل كاسترو.

وفي ديسمبر 1975 انعقد المؤتمر الاول الذي اعتمد اتفاقيات مهمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد وحدد الطريق للمضي قدمًا في السنوات القادمة.

وهذا المؤتمر، مثل تلك التي كانت ستأتي لاحقًا، كانت حقا للشعب، حيث كانت في مناقشات المؤتمرات آرائهم وقرارهم بالقتال معًا لحماية انجازات سنوات من الجهد، في مواجهة الاعتداءات المستمرة من قبل مختلف الحكومات الأمريكية وحصار إجرامي ينتهك أبسط حقوق الإنسان.

وبعد الانتهاء من مناقشاتهم، اجتمع المندوبون وبقية الشعب في ساحة الثورة، حيث كان التركيز هائلاً، وهو ما أكده فيدل كاسترو على شعور الكوبيين بالأمان فيما يتعلق بالاستمرارية التاريخية التي يقدمها الحزب ويقينهم بأن الثورة أقوى.

ولهذا السبب، وبتلك القوة التي تعطي الوحدة والثقة في الحزب، رفع جميع الحاضرين في الميدان أيديهم للموافقة على ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع، في إظهار أن الشعب هو ثورة.

وعلى هذا المسار المتمثل في إتقان العمل من أجل مستقبل أفضل للجميع، تم الاتفاق خلال المؤتمر الذي عقد في الفترة من 17 إلى 22 ديسمبر، على تقسيم سياسي إداري جديد، والذي سيدخل حيز التنفيذ بعد عام من تلك الفترة، بعد الموافقة عليه من قبل مجلس الوزراء.

وهكذا، ارتفع عدد المحافظات الكوبية من ست إلى 14محافظة، ومنحت حالة البلدية الخاصة إلى جزيرة بينوس، التي حصلت بعد ذلك بعامين على اسم جزيرة الشباب.

وكان من بين الاتفاقيات ذات الصلة إعلان الدستور الاشتراكي في 24 فبراير 1976، بعد تقديمه في نفس الشهر إلى استفتاء شعبي، تم التوصل إليه بعد مناقشته على نطاق واسع من قبل الشعب، وشارك أكثر من ستة ملايين شخص في مناقشة المشروع.

كما تمت مناقشة قضايا مهمة أخرى تتعلق بالتعليم والصحة والثقافة والبحث العلمي ورعاية الأطفال وسياسة العمل.

وفي ذلك المؤتمر الأول للحزب الشيوعي الكوبي، تم الكشف مرة أخرى عن التضامن والروح الأممية للكوبيين، وأعيد التأكيد على قرار الكفاح إلى جانب الاشقاء الأفارقة من أجل استقلالهم وسيادتهم.

ولقد مرت 46 عامًا على تلك الأيام التي لا تُنسى، وكما تنبأ فيدل كاسترو جيدًا، لم يكن الطريق سهلاً، لكن الشعب استرشد بالمؤتمر الأول، الذي أوضح الوحدة غير العادية بين الكوبيين.

 



التعليق


أترك تعليقا
الجميع مطلوبة
لم يتم نشره
captcha challenge
up