الكلمة التي ألقاها الرئيس الكوبي عبر شاشة التلفاز والراديو الوطنية حيث اعلن عن تطبيع العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة

بقلم: عبدالرقيب احمد قاسم عكارس
2014-12-24 09:27:53

Pinterest
Telegram
Linkedin
WhatsApp

منذ انتخابي كرئيس مجلسي الدولة و الوزراء قد أكدت عدة مرات على استعدادنا لإجراء حوار على أساس الاحترام المتبادل والمساواة والسيادة للنقاش حول القضايا المتنوعة، دون التخلي على الاستقلال الوطني و حق تقرير مصير شعبنا.

تم التعبير عن هذا الموقف لحكومة الولايات المتحدة، بشكل معلن و خاص من قبل الرفيق فيدل كاسترو في لحظات مختلفة لنضالنا الطويل، الذي طرح النقاش حول الخلافات عن طريق المفاوضات دون التخلي عن أي مبدأ من مبادئنا.

أثبت الشعب الكوبي الباسل، أمام الأخطار الكبيرة والصعوبات والتضحيات، أنه كان و سيبقى مخلصا بمثلنا المتمثلة بالاستقلال و العدالة الاجتماعية.

من خلال رص الصفوف على امتداد 56 سنة من الثورة، قد حافظنا على إخلاصنا العميق تجاه الذين استشهدوا دفاعا عن تلك المبادىء منذ مطلع حروبنا الاستقلالية في 1868.

إننا الآن نسير نحو الأمام ، على الرغم من الصعوبات في تحديث نموذجنا الاقتصادي وهذا من أجل بناء اشتراكية مزدهرة و مستدامة.

كنتيجة من حوار على أعلى مستوى والذي شمل حديث هاتفي أجريته مع الرئيس باراك أوباما بالأمس، كان من الممكن التقدم في حل بعض القضايا ذات الاهتمام لكلا الأمتين.

مثلما تعهد بذاك فيدل كاسترو في شهر يونيو/حزيران عام 2001، عندما قال:( سيعودون)، وصل اليوم إلى وطننا ، هيراردو، رامون وأنتونيو.

يمتد الفرح الهائل لأقاربهم و لشعبنا بأكمله، الشعب الذي عبأ نفسه بلا هوادة و بلا راحة من أجل تحقيق هذا الهدف، وإلى مئات اللجان التضامنية وإلى الحكومات والبرلمانات والمنظمات والهيئات الدولية والشخصيات طالبت ألإفراج عنهم خلال ال 16 عاما و بذلت جهودا حثيثة حتى يطلق سراحهم.

إننا نعبر لهم عن شكرنا و امتناننا الأعمق و الجزيل كما أننا نعبر عن عهدنا معهم.

يستحق هذا القرار من الرئيس أوباما احترام و عرفان و تقدير شعبنا.

شكرنا و تقديرنا و عرفاننا للفاتيكان، وعلى وجه الخصوص للبابا فرانسيس، لتأييده و مساندته لتحسين العلاقات بين كوبا و الولايات المتحدة .

كما أننا نشكر حكومة كندا للتسهيلات المقدمة لإجراء الحوار على مستوى عالي ما بين البلدين.

و بنفس الوقت، قررنا الإفراج عن جاسوس من أصل كوبي كان تحت خدمة تلك الدولة وقد تم بعثه إلى الولايات المتحدة.

من جهة أخرى معتمدون على منطلقات إنسانية، تمت إعادة المواطن ألان غروس إلى بلده.

من طرف واحد وطبقا لممارستنا المعتادة ، والحفاظ على التقيد الصارم بالأحكام الشرعية و القانونية، استفاد بفوائد معينة عند السجن المعتقلون المعنيون، بما فيها الإفراج عن أشخاص اهتمت بهم حكومة الولايات المتحدة .

كما أنه، اتفقنا على استعادة العلاقات الديبلوماسية.

لا يعني ذلك أن المسألة الرئيسية انحلت. لا بد من أنهاء الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي المفروض على بلدنا و الذي يؤدي إلى أضرار إنسانية و اقتصادية هائلة.

على الرغم من أن الإجراءات المتعلقة بالحصار تحولت إلى قانون باستطاعة رئيس الولايات المتحدة التعديل في تطبيقها، وذلك اعتمادا على الصلاحيات التنفيذية المخولة له.

نقترح لحكومة الولايات المتحدة اتخاذ إجراءات من قبل الطرفين لتحسين العلاقات الثنائية و التقدم نحو تطبيع العلاقات بين بلدينا ولان تكن على مبادىء القانون الدولي و ميثاق الأمم المتحدة.

تؤكد كوبا من جديد على استعدادها للتعاون مع الهيئات متعددة الأطراف ومع منظمة الأمم المتحدة.

عند الاعتراف بالخلاقات العميقة القائمة بيننا وعلى وجه الخصوص بمجال السيادة الوطنية ، والديمقراطية وحقوق الإنسان والسياسة الخارجية، أؤكد من جديد على أرادتنا بالحوار حول كل هذه القضايا.

إنني أناشد حكومة الولايات المتحدة إلى إزالة العراقيل التي تقوم في تعيق وتقييد العلاقات بين شعبينا وبين أسر و مواطني كلا البلدين، وعلى وجه الخصوص ما يتعلق بالسفر والبريد المباشر و الاتصالات السلكية واللاسلكية.

إن التقدم الذي أحرز على أثر التبادل الذي جرى، يبرهن عن إمكانية إيجاد حل للعديد من المشاكل.

كما قلنا مرارا، ينبغي علينا أن نتعلم فن التعايش بطريقة حضرية، على هامش اختلاقاتنا.

 

سنعيد الحديث حول هذه القضايا المهمة لاحقا.

 

شكرا جزيلا.

 

 



التعليق


أترك تعليقا
الجميع مطلوبة
لم يتم نشره
captcha challenge
up