قمة الأمريكتين الفاشلة كابوس دبلوماسي للولايات المتحدة

بقلم: عبدالرقيب احمد قاسم عكارس
2022-06-14 12:08:41

Pinterest
Telegram
Linkedin
WhatsApp

PL

لقد أصبحت قمة الأمريكتين التي عقدت في مدينة لوس أنجلس الأمريكية، كابوسا دبلوماسيا للولايات المتحدة، التي اختارت حذف ثلاث دول من قائمة المدعوين، ما أدى بشكل أساسي إلى إفساد الاجتماع الإقليمي حتى قبل أن يبدأ.

فقد استبعدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا من المؤتمر القاري على الرغم من اعتراضات قادة آخرين، ولا سيما الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، الذي حث البيت الأبيض علنا على إعادة التفكير في موقفه الذي لا يلقى قبولا ورفض في النهاية حضور الاجتماع احتجاجا على ذلك.

وأدى قرار واشنطن بانتقاء من توجه لهم الدعوة لحضور القمة، وإقناع الحكومات الأخرى بالإذعان، إلى بث حالة فتور مألوفة في أمريكا اللاتينية، وهي منطقة تشير إليها الولايات المتحدة بشكل سيء على أنها "الحديقة الخلفية" لها.

وبعيدا عن الإشارة إلى استعدادها للدخول في شراكة مع دول المنطقة لمعالجة القضايا المشتركة، يبدو أن واشنطن أستغلت القمة لاستعادة نفوذها المتضائل وتشديد قبضتها على دول أمريكا اللاتينية، التي يساورها قلق متزايد بشأن المصالح الذاتية للولايات المتحدة.

وإذا كان لدى الولايات المتحدة أي أمل في تصوير نفسها كزعيم إقليمي من خلال لعب دور المضيف، فقد تبخر الأمل بسرعة عندما أصبح "الاستبعاد" هو الكلمة المرادفة للقمة. فإغلاق الباب أمام البلدان الثلاثة المذكورة أعلاه لم يغضبهم فحسب، بل أدى أيضا إلى نفور البقية.

فقد قالت الحكومة الكوبية في بيان "لا يوجد سبب واحد يبرر الإقصاء التعسفي وغير الديمقراطي لأي دولة في نصف الكرة الغربي من هذا الحدث القاري"، مضيفة "ما تطلبه منطقتنا هو التعاون وليس الإقصاء؛ والتضامن وليس التحقير؛ والاحترام وليس الغطرسة؛ والسيادة وتقرير المصير وليس التبعية".

وذكرت هافانا أن هذه الخطوة جاءت بنتائج عكسية بالنسبة لواشنطن حيث احتشدت الدول حول الدولة الكاريبية وأدانت السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الجزيرة.

ولقد استهانت الولايات المتحدة بالدعم الذي تحظى به كوبا في المنطقة، بينما كانت تحاول فرض سياستها العدائية والعدوانية أحادية الجانب والمرفوضة عالميا تجاه كوبا، كما لو كانت موقفا توافقيا في نصف الكرة الغربي.

ومن جانبها، شجبت المكسيك الإقصاء لأنه كشف المعايير المزدوجة لواشنطن بشأن الديمقراطية. فقد صرح لوبيز أوبرادور للصحفيين يوم الخميس بأن سياسة الهيمنة الأمريكية "سياسة عفا عليها الزمن وقديمة وغير عادلة يجب تنحيتها جانبا، ويجب تدشين مرحلة جديدة في العلاقات بين جميع الشعوب والدول التي تربطها علاقة أخوة في القارة الأمريكية".

ولقد فشلت القمة في المساعدة في حل المشكلات الملحة في المنطقة، مثل الهجرة الجماعية وتهريب الأسلحة وضعف الرعاية الصحية العامة، بسبب الافتقار إلى الإرادة السياسية من جانب الولايات المتحدة.



التعليق


أترك تعليقا
الجميع مطلوبة
لم يتم نشره
captcha challenge
up