كوبا تدعو في الأمم المتحدة الى التعاون الدولي في مواجهة فيروس كورونا

بقلم: عبدالرقيب احمد قاسم عكارس
2021-09-23 14:32:46

Pinterest
Telegram
Linkedin
WhatsApp

Foto tomada de PL

هافانا، 23 سبتمبر/أيلول 2021 (راديو هافانا كوبا): القى السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي ورئيس الجمهورية ميغيل دياز كانيل الخميس، كلمة عبر الفيديو في المناقشة العامة للدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال الرئيس الكوبي ان تطبيق التوصيات النيبوليبرالية قلّص على مدار عقود من الزمن قُدرة الدول على العناية باحتياجات مواطنيها، مضيفا، "إننا نعيش أوقات جزع. في ظل الأثر الساحق لجائحةٍ فاقمت التفاوتات البنيوية والأزمة العالمية، يزداد أهميّة يوماً بعد يوم دور تعدديّة الأطراف والأمم المتحدة، بينما نرى التعاون الدولي قاصراً".

وأشار أن أكثر الناس ضعفاً وهشاشة باتوا بلا حماية، بينما تزيد البلدان الغنية والنخب وشركات الأدوية العابرة للحدود من أرباحها، مشددا على إن تضافر الجهود والإرادات بما فيه الخير للبشريّة اليوم، لم يعد أمراً عاجلاً فحسب. إنه غير قابل للتأجيل من الناحية الأخلاقية.

كما قال ان أكثر من 4.5 مليون شخص قضوا بسبب الجائحة، التي زادت من سوء الأحوال المعيشية على وجه الكوكب. لا تعد ولا تُعصى عواقبها وأثرها على كل المجتمعات، ولكن أصبح معلوماً بأن هذه العواقب والأثر لن تكون عابرة. هذا الأمر يؤكده "التقرير حول أهداف التنمية المستدامة 2021"، إلى ذلك تتوقع "منظمة العمل الدولية" وجود 205 ملايين عاطل عن العمل في العالم في عام 2022.

وأضاف الرئيس الكوبي، انه على مرأى من الجميع، يبدو موضع تهديد كبير هدف التنمية المستدامة المرسوم للقضاء على الفقر في عام 2030، وهو الموعد الذي يُعتزم فيه بلوغ نسبة الفقر في العالم ما نسبته 7 بالمائة، أي ستمائة مليون شخص.

ودعا الى إلى وقف هدر الموارد الطبيعية والأنماط غير العقلانية للإنتاج والاستهلاك للرأسمالية "المفترسين للبيئة وسبب تغير المناخ الذي يهدد وجود الجنس البشري".

كما دعا إلى بذل جهد جماعي "يقع على عاتق الدول المتقدمة التزام أخلاقي لتحمل المسؤولية العليا، لأنها الأسباب الرئيسية للوضع الحالي ولديها الموارد للقيام بذلك"، مضيفا، "لا بدّ من النضال من أجل سيادة التضامن والتعاون والاحترام المتبادل إذا كان يُراد الاستجابة الفعالة لاحتياجات وتطلّعات كل الشعوب، وحماية ما هو أرفع قيمة: حياة وكرامة الإنسان. من حق شعوبنا أن تعيش بسلام وأمن، ولها الحق بالنمو والرفاهية والعدالة الاجتماعية. منظمةُ أممٍ متحدة منبعثة الحيوية ومُدمقرطة ومُعزَّزة مدعوّة للعب دور مركزي في هذا الجهد".

وأشار الرئيس الكوبي على أن "لشعوبنا الحق في العيش بسلام وأمن، وفي التنمية والرفاهية والعدالة الاجتماعية. إن منظمة الأمم المتحدة التي أعيد تنشيطها وإضفاء الطابع الديمقراطي عليها وتعزيزها مدعوة للعب دور مركزي في هذا الجهد".

وحذر من انه تحت قيادة الولايات المتحدة وبتحريض دائم منها، يجري الترويج لشقّ خطير للصف الدولي، "فمن خلال استخدامها الهدّام والمتمادي لإجراءات اقتصاديّة قسريّة، وقد تحوّلت هذه إلى أداة مركزية للسياسة الخارجية للولايات المتحدة، تهدّد حكومة هذا البلد وتشوّه وتضغط على الدول ذات السيادة التي ترفع صوتها أو تتصرّف ضدّ أولئك الذين تسميهم خصوماً. تشترط على حلفائها إقامة اصطفافات من أجل الإطاحة بحكومات شرعيّة والنكث بالتزامات تجارية، والتخلّي عن استخدام تكنولوجيّات معيّنة أو منعها، وتطبيق إجراءات قضائيّة وغير مبرّرة بحق مواطنين من البلدان التي لا تمتثل لإرادتها".

كما أشار إنه سلوك يترافق مع عدم التسامح الإيديولوجي والثقافي، بتأثير عنصري واضح وغايات في السيطرة. من غير الممكن ولا المقبول تعريف حقّ بلدٍ ما بالتنمية الاقتصادية والتكنولوجيّة كتهديد؛ كما هو من غير الممكن التشكيك بحق كل دولة بتطوير النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي الذي يختاره شعبها بسيادة.

وقال ان الولايات المتحدة لم تتوقف منذ أكثر من 60 عامًا عن أعمالها العدائية والعدوانية ضد كوبا "ولكن في هذه اللحظة الحاسمة والصعبة لجميع الدول، تتجاوز عدوانيتها الحدود"، مضيفا، إن الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي الأقسى وأطول مدة زمنية تم فرضه على أي بلد كان قد تم تشديده على نحو انتهازي وإجرامي في خضم انتشار الجائحة، والإدارة الديمقراطية الحالية تُبقي على سريان مفعول الإجراءات القسريّة الـ 243 التي اتخذتها حكومة دونالد ترامب على ما هي عليه، بما فيها إدراج كوبا ضمن القائمة العفنة واللاأخلاقية للبلدان التي يُزعم بأنها ترعى الإرهاب.

وأضاف انها تندرج في هذا الإطار الحرب التقليدية التي يجري شنّها على كوبا، وتخصّص لها الحكومة الأمريكية بصورة علنية وملحوظة أرصدة بالملايين من خلال حملات تضليل وأكاذيب تستخدم تكنولوجيا المعلومات الحديثة وغيرها من المنصات الرقميّة، لكي تعطي صورة في الداخل والخارج كاذبة كليّاً عن الواقع الكوبي، وتزرع الشك وتثير البلبلة وتشوه سمعة البلاد وتبرر عقيدة تغيير النظام.

كما أشار الرئيس الكوبي ان "التحديات الهائلة لا تخيفنا أو تثني هزيمنا. نواصل الإبداع من أجل كوبا. نمارس التضامن النزيه مع من يحتاجون لدعمنا، وكذلك نتلقّاها شاكرين من حكومات وشعوب وأصدقاء وجاليات كوبية في الخارج. أستغل هذه المناسبة لأتوجه بالشكر إلى الجميع على دعمهم في هذا الوضع، والذي يظهر سموّ القيم الإنسانية والتعاون الدولي غير المشروط وبلا تدخُّل".

وقال انه في الوقت نفسه، استجابة كوبا لطلبات واردة وانسجاماً مع نزعتها التضامنية والإنسانية الشديدة، وقد أرسلت أكثر من أربعة آلاف و900 متعاون، موزّعين على 57 فرقة طبية، إلى أربعين بلدان وإقليماً متضررة من فيروس كورونا.

وأعرب دياز كانيل عن فخره بالعلماء الكوبيين الذين، وفي خضم احتياجات كبيرة، أنتج ثلاثة لقاحات ضد الجائحة، ويمثّل هذا تجسيداً لفكرة القائد التاريخي للثورة الكوبية، الذي أكد في عام 1960 أن "لا بدّ وأن يكون مستقبل وطننا مستقبل رجال علوم".

وأعاد التأكيد على تطلّعات كوبا لتحقيق الاستقلال الكامل للقارة الامريكية ولأن نكون جزءاً من منطقة أمريكية لاتينية وكاريبية متكاملة اقتصاديّاً واجتماعيّاً، قادرة على الدفاع عن الالتزام بـ "إعلان أمريكا اللاتينية والكاريبي منطقة سلام" في وجه المساعي لإعادة فرض "عقيدة مونروي" والهيمنة النيوكولونيالية.

كما أعاد التأكيد على قرار كوبا المضيّ في عرض حقائقها بوضوح، مهما أزعجت البعض، والدفاع عن مبادئ وقيم تؤمن بها، والوقوف إلى جانب القضايا العادلة، ومواجهة العسف، كما واجهتها حتى الآن العدوان الأجنبي والاستعمار والعنصريّة والأبارثيد، والكفاح بلا هوادة من أجل مزيد من العدالة والازهار والنمو الشعوب التي تستحق مستقبلاً أفضل.



التعليق


أترك تعليقا
الجميع مطلوبة
لم يتم نشره
captcha challenge
up