الهجوم الإسرائيلي الذي يريد البعض تسميته

بقلم: عبدالرقيب احمد قاسم عكارس
2023-10-16 19:26:32

Pinterest
Telegram
Linkedin
WhatsApp

Foto: PL

إن الهجوم غير المتناسب والوحشي الذي تشنه تل أبيب ضد غزة، فيما تسميه "الرد" على التوغل العنيف لجماعات حماس داخل الأراضي الإسرائيلية، لا يؤدي إلا إلى تحفيز الأوصاف في جزء من الصحافة الغربية، دون انتقاد كالمعتاد، عند تناول الصراع المذكور.

ولقد أطلق العنان للإدانات ضد حماس، دون الإشارة إلى حقيقة مفادها أن أساس المشكلة يتلخص في رفض إسرائيل والولايات المتحدة التفاوض على حل سلمي، في حين أن وضع النظام الصهيوني باعتباره محتلاً غير مقبول.

ولا يهم كثيرًا أولئك الذين يناشدون الكيل بمكيالين أن الشعب الفلسطيني مشتت ويفتقر إلى دولة، وهو طموح يدعمه جزء كبير من المجتمع العالمي.

وأولئك الذين يشيرون الآن إلى "إسرائيل الضحية" يتجاهلون أن قواتها كثفت أعمال القمع في الضفة الغربية، دعماً للمستوطنين التوسعيين المسلحين، في تحدٍ لتفويضات الأمم المتحدة.

وماذا يمكن أن نقول عن غزة التي تعرضت لسنوات طويلة للحروب وعمليات الإبادة، حتى أصبحت الخدمات الأساسية مثل الصحة شبه غبار.

وليس هناك عنف جيد أو سيء، بل أزمات إذا لم تتم معالجتها من جذورها، بما يتوافق مع تطلعات الطرفين، وهي في هذه الحالة ظهور الدولتين، فإنها تطلق العنان للغضب الذي يُعرف كيف يبدأ وليس كيف يبدأ نهاية.

إن هجوم حماس على إسرائيل والتفجيرات، فضلاً عن انقطاع المياه والكهرباء في غزة، يشكل جزءاً من تصعيد يمكن تجنبه، إذا كانت تل أبيب ومعلمها (الولايات المتحدة) مستعدين حقاً للمفاوضات.

ولم ننسى أكثر من سبعة عقود من المواجهات التي يوجد فيها أحد أقوى الجيوش على وجه الأرض، مدعوماً بأسلحة من الولايات المتحدة، وعلى الجانب الآخر، مدينة اتسمت بخيبة الأمل والفشل والنسيان من جانب جزء من المجتمع الدولي.

والقوة البديلة الجديدة لإسرائيل الآن هي أمر سكان غزة بالإخلاء قبل الغزو، من دون وقف إطلاق النار من الجو ومحاولات خنقهم بالجوع والمرض.

ولا شك أن في هذا الشريط الضيق لا يحدث «انتقام» كما تصوره تل أبيب وجزء من الصحافة الغربية، بل مرحلة جديدة من التطهير العرقي الذي تبرمجه إسرائيل.

إن وقف الهمجية والحث على إيجاد حل واسع وعادل ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على أساس إنشاء دولتين يسمحان للشعب المشتت اليوم بممارسة حقه في تقرير المصير، هما الحلان الوحيدان لهذه المأساة.

 



التعليق


أترك تعليقا
الجميع مطلوبة
لم يتم نشره
captcha challenge
up